افلاس بنك سيليكون فالي و البنك السويسري على حافة الانهيار.. هل نحن على أعتاب كارثة اقتصادية عالمية؟
افلاس بنك سيليكون فالي والبنك السويسري على حافة الانهيار ينذر بكارثة اقتصادية عالمية .
ما قصة بنك سليكون فالي ؟
يعتبر وادي سيليكون فالي بولاية كاليفورنيا، قطب التكنولوجيا الأول على صعيد العالم، حيث يضم أقوى شركات التكنولوجيا الكبيرة، على غرار شركة IBM و وكالة NASA للأبحاث الفضائية.
وتعود قصة وادي السيليكون إلى الستينيات من القرن الماضي، حيث بدأ الاهتمام قسم البحث العلمي لجامعة ستامفورد، والذي ضم عينة من الطلبة المبدعة في مجال الاختراع العلمي.
ومع تطور هذا القسم وتوافد الشركات الناشئة والكبرى على وادي السليكون، أصبحت الظروف مواتية لإنشاء بنك مالي يوفر التمويل للمشاريع والابحاث التكنولوجية للشركات الصغيرة والكبيرة.
في هذا الخضم نشأ بنك سيليكون فالي SVB كمؤسسة مالية توفر قروضا للشركات الموجودة في وادي السيليكون، حيث وصلت أصول البنك لأزيد من 200 مليون دولار.
قبل قرابة شهر صنفت السلطات الأمريكية بنك سيليكون فالي واحدا من أقوى 16 مصرفا أمريكيا، بسبب الثقة في القدرة المالية لـ SVB لاسيما الائثمان على ودائع الأمريكين من أفراد وشركات لدى البنك.
ولطالما اعتبر بنك سيليكون فالي ملاذا آمنا ووجهة ذات جاذبية للشكرات الناشئة والأفراد العاملين في الشركات التكنولوجية العملاقة، على غرار أمازون وفايسبوك وغوغل.
نهاية دراماتيكية لبنك سيليكون فالي.
انهيار بنك سيليكون فالي أتى بسرعة قصوى، حيث لم يستغرق الأمر 24 ساعة لإعلان إفلاس واحد من أكبر البنوك الأمريكية، مما سبب نوبة هلع كبيرة في صفوف المودعين، وأثار المخاوف حول مصير ودائعهم المالية لدى البنك.
وعلى الرغم من عرض أسهم svb في البورصة بقيمة 2 مليار دولار للحصول على أموال للمودعين، فإن هذا العرض لم يغر الأمريكيين، الذي ارتأوا النأي عن الاستثمار في أسهم البنك، مما خلق أزمة مالية خانقة للبنك.
ما زاد الطين بلة، خرج تقرير من وكالة موديز الائتمانية يضع تصنيفا بنظرة سلبية للاقتصاد الأمريكي، جراء إفلاس بنوك أمريكية، وتأثيره على باقي القطاع المصرفي.
وأوعزت موديز هذا التصنيف إلى تدخل الحكومة الامريكية لحماية الودائع الأمريكية، وهو أمر غير مسبوق على الإطلاق، مما سثير شكوكا كبيرة حول سلامة القطاع المصرفي والمالي الأمريكي.
ما أسباب إفلاس بنك سيليكون فالي؟
بحسب الخبراء الماليين، فإن السبب الرئيسي لإفلاس بنوك امريكية، وعلى رأسها بنك svb، يعود إلى ارتفاع نسبة الفائدة الذي فرضه البنك الاحتياطي الأمريكي على القروض، مقابل انخفاض العائد على سندات الخزينة الحكومية.
هذا الوضع الاستثنائي أدى إلى أزمة سيولة لدى سيليكون فالي بنك، إثر تهافت المودعين على سحب ودائعهم بعد التقارير الغير مطمئة على وضعية svb، والتي دفعت سلطات ولاية فلوريدا وضع اليد على البنك، وإعلان حالة الافلاس.
تداعيات إنهيار بنك svb على البنوك الأوروبية.
هذه المخاوف لم تنحصر في الأسواق المالية الأمريكية، بل تعدتها إلى نظيرتها الأوروبية، مع إمكانية تأثر الأبناك الأوروبية بعدوى إفلاس سيليكون فالي بنك.
في هذا الخضم، أعلن أهم بنك سويسري كريدي سويس Credit Suisse أنه يعاني من أزمة مالية تسببت في انخفاض أسهم أهم البنك السويسري وواحد من أهم البنوك الأوروبية، من خلال بيان رسمي للبنك أكد أنه في حاجة إلى قرض مالي لانقاذ مصرف سويسرا.
وفي ظل الركود الاقتصادي وتبعاته على القطاع البنكي العالمي، يبدو أن افلاس بنوك أمريكية وأخرى أوروبية ما هي إلى بداية الانهيار المالي العالمي التاريخي الأكبر منذ ما يقارب 100 عام.
ماذا عن إفلاس البنوك في الدول العربية؟
بعد الركود الاقتصادي العظيم لعام 1929، والازمة المالية لسنة 2008، يبدو أن 2023 تحمل معها سيناريو أكثر رعبا ومستقبلا أكثر قتامة للاقتصاد العالمي، مما ينذر بالمزيد من التداعيات على القطاع المالي بشكل عام والمصرفي بشكل خاص.
ولأن مساوئ العولمة عديدة كما هي منافعها، فإن العالم الذي يعتبر قرية صغيرة، بات أكثر ترابطا وتعقيدا، مما يجعل أي أزمة في مكان ما من هذا عالمنا قد تصل تداعياتها إلى أبعد نقطة.
وفي ظل الحديث عن تأثر أزيد من 1000 شركة عربية ناشئة بسبب إفلاس بنك سيليكون فالي، وتكبدها لخسائرمالية مهمة، يبدو أن الدول العربية ليست في منأى عن أية تداعيات وتأثيرات عالمية.
وتبقى أسئلة محرجة تؤرق الشارع العربي في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، ما مدى تأثر البنوك والمصارف والشركات العربية من إفلاس بنك svb أو بنك كريدي سويس؟
هل حان الوقت لسحب الودائع والأموال من الأبناك العربية،
أم أن هذه الأخيرة تتمتع بمناعة أكبر من نظيرتها الأمريكية والأوروبية،
أم أن الأزمة الراهنة مجرد سحابة عابرة؟
أسئلة من بين أخرى، ستجيب عنها الأيام والشهور القليلة المقبلة.